-->

الفارس أبو زيد الهلالي 

 


أبو زيد الهلالي ... هكذا عرفه الناس وتناقلت الأجيال اسمه حتى طغى اللقب على الاسم أما اسمه الحقيقي هو : سلامه بن رزق الهلالي ... سمي (أبو زيد) لأنه زاد على أقرانه في ضرب الرجولة والشجاعة والفروسية ... والهلالي نسبة إلى قبيلته (بني هلال) القبيلة العربية المعروفة , وقد كان أبو زيد كشخصية تاريخية بارزة كتبت سيرته على عدة طرق شعراً ونثراً كما لعب خيال المؤلفين فيها دوراً بارزاً حتى أنك تعتقد أن الشخصية خيالية أكثر من أنها واقعية .
وبرجوعنا إلى حقيقة الأمر من خلال ما تناقله الرواة من أهل النبط الثقات نجد أن شخصية أبي زيد شخصية واقعية لا خيال فيها لوَّنها دهاؤه والحيلة الواسعة والقدرة على التصرف والحذق وجودة النظر ... هو داهية من الرجال كان ذكاؤه الرديف الحقيقي لشجاعته فقد كان يواجه أحرج المواقف بذكاء يفوق الشجاعة وإن لزم الأمر اعتمد الشجاعة المنقطعة النظير التي يتمتع بها ... وقد كان أبو زيد أسمر اللون يميل لونه إلى السواد ولم يكن عبداً وكان لونه سبباً في طلاق أمه حيث لجأت بولدها إلى الأعداء بعد طرد (رزق) والد أبي زيد لها حتى كبر الفارس الأسمر وعاد لقبيلته .
وقد استغل أبو زيد سمار بشرته بإخفاء شخصيته في أكثر المواقف التي تتطلب الحيلة وتخلصه من المواقف الحرجة .

وتناقل الرواة عنه حبه الشديد لأجمل فتيات القبيلة (عليا) وتعلقها به وتبادله للقصائد معها كقوله :

حمامتيـن فــوق نبنـوب دوحــه = وراكـن فـردٍ والحمــام جمــوع
وراكن ما تبكـن (عليـا) مظنتـي = لـو كـان ما يجـري لكـن دمـوع


وقوله أيضاً :

يقولون لي (عليـا) نشـاش دقـه =وأنا أقول ريانٍ مـن الغـي عودهـا
قولوا لطـرد الهوى يطـرد الهـوى = بالاجهـاد عنهـا لا يـرده حسودهـا


عاش أبو زيد ما بين القرن السابع والثامن الهجري ولم يكن أميراً لبني هلال بل كان فارساً مقداماً رقيت به فروسيته إلى مراتب الأمراء
قتل في آخر حياته وقاتله هو (ذياب بن غانم) قتله غدراً . . . وكان لأبي زيد ولد قتل ذياب بن غانم أخذاً بالثأر
وقد عرف عن أبو زيد ولعه وحبه الكبير للكرم ومما يروى عنه حينما قل ما في يده قوله بهذين البيتين من عيون الشعر النبطي :

يقـول الهلالـي والهلالـي سلامـه = علـيّ الطـلاق إن المقـل ذليــل
ينـوض يبغـي للمراجـل وينثنـي = كمـا ينثنـي بـالحمـول هـزيـل


أما حِكَم أبو زيد الهلالي بأشعاره كثيرة ومتعددة كقوله :

مـا يــدٍ إلاَّ ويــد الله فـوقهــا = ولا طـايـراتٍ إلاَّ وهـن وقــوع
ومما ينسب إليه :

طلبـك للممنــوع منـك سفـاهـه = وصدك عن اللي صد عنـك صـواب
لا شفت ناسٍ عنـك مغلـوق بابهـم = ظهـور المطـايـا يفتـح الله بـاب

قصة الحب اللي حصلت بين ابو زيد الهلالي وعليا واسمها كامل عليا بنت الشيخ جابر العبيدي القحطاني

أول احداث القصه يوم شاف ابو زيد عليا اعجب فيها وجن جنونه انهبل جمال وجسم وبنت شيخ قال في نفسه ماخذها ماخذها بس العقبه الوحيده قدامه ان شيخ بني هلال مانع شباب بني هلال ما ياخذون الا من بنات بني هلال (وطبعا عليا بنت الشيخ جابر من عبيده من قحطان) راح لأميرهم واسمه حسن بن سرحان وطلب منه يسمح له يتزوج من عليا
عرض فكره الزواج من عليا على الأمير رفض الامير واصر ابو زيد ألا يتزوجها وقال للأمير انت بس شفها وتعذرني رفض الامير وارسل ناس يشوفونها ويوصفونها له جوه المراسيل ولا مدحوها له يقولون نحيفه ولهي على وصف ابو زيد
رفض الامير مره ثانيه وكرر عليه ابو زيد وطلبه انه يروح يشوفها بعد كثر الالحاح قال الامير بينه وبين نفسه ليه ما اروح اشوف هاللي خذت قلب ابو زيد وابو زيد معروف عنه انه فارس ولا يفكر في الزواج ولا يفكر انه يجي له عيال ابداً
ابو زيد كان يوصف عليا عند الامير حسن بن سرحان يقول عليا إذا وقفت من اوسط البنات بالطول وإذا جلست تكون اطولهن (يقصد بكلامه أن فخوذها كبار إذا جلست ترفعها) راح الامير يشوفها واخذ معه واحد اسمه ابو العلا وكان الامير راكب ناقه يوم شافها انبهر من جمالها ما يدري يمشي في أي اتجاه بالعربي ضيع نزل من ناقته وراح يمشي ويردد قصيده يقول فيها :

ابا العلا قدلي مع الدرب ناقتي = بحسناك والا ناد لي من يقودها
يقولون لي عليا نشاش دقاقـه = وانا اقول ريان من الغي عودها
ان وقفت دق العسيلي بوركهـا = وان دنقت ما رده الا نهودهـا
قولو لطراد الهوى يطرد الهوى = وانا كفيلك عن بلاوي حسودها

قولوا لأبو زيد ياخذها
العسيلي هو نوع من الجلد المقوى على شكل حزام وسيع على شكل حجل في الوسط ويقصد بالبيت ان وسطها ضامر مافيه شي يرد الحزام
على كذا يسمح لابو زيد ما لا يسمح لغيره طبعاً هذا ابوزيد الهلالي من قده
تزوجها ابو زيد
وكان معروف عن بني هلال انهم اهل طرب ورقص وفلة حجاج بس مافيه شي يدوم لانه جاهم اسبوع امطار الليل والنهار تصب عليهم ما قدروا يرقصون ولا ياخذون حريتهم من المطر قال لهم واحد( ويقال انها عجوز في اغلب الروايات ) اذا تبون المطر يوقف اسلخوا لكم بقره وهي حيه ويوقف المطر طبعاً هم ماصدقوا خبر سوو اللي قالته العجوز وفعلاً وقف المطر والوقفه الواقفه اخذوا ثمان سنين ما جاهم ولا قطره ولا هب عليهم الهبوب
ومن المواقف اللي صارت بسبب الجفاف ان ابو زيد كان هو وواحد اسمه عزيز ابن خاله رايحين يسقون ابلهم ونزل عزيز في البير يملا الدلو لخاله ابو زيد ( وكان يقال ان عزيز ولد ابو زيد من اخته وهذه المقوله لها قصه معروفه ولذلك سمي ولد خاله ولكن لسنا في سياق ذكرها في هذه القصه وكان ابو زيد لا يعترف به) نزل عزيز في البير مع نزوله قرصته حيه و (ون) منها وسمعه ابو زيد وقال له:

سمعت منك يا فتى الجود ونه = عساك منها يا فتى الجود سالم

قال عزيز :

انـا سالـم منهـا ولانـي بسالـم = والراس ما تطوى عليـه الغمايـم
أنا سالم لو ما ازرق الناب عضني = ضربنـي بنابـه واتقـا فالرقايـم
وانا خايف يا خـال هـذي منيتـي = ومن رافقك يا خال مـا رد سالـم
وحلفت أنا يا خال لروي ركايبـك = واخلي الماء من على الحوض عايم


قال ابو زيد :

يا وليّد قم خم الرشا واحتزم به = خل اظهرك عن بير فيه الصمايم
ملا عزيز الدلو وطلعه خاله من البير ويوم شاف ابو زيد ان الموت جا عزيز( ون) ابو زيد ويوم سمعه عزيز قال :

يا خال خل الـدوح والنـوح خلـه = واعمل بقبري يا عطيب الضرايـب
خل القبر في راس عيطـاً طويلـه = وسيفي ورمحي حطهن لي نصايب
أغـدي بنـات الهلاليـه يجنـنـي = يجذ على قبري بـروس الذوايـب
وداعتـك يـا خـال ورعٍ صغيـرٍ = يلعب مع الصبيـان وابـوه غايـب
احذرك انا يا خال عن ضربه العصا = أو نهـرةٍ تـودع قليبـه حطايـب
وقولوا لبنت امي تغطى وتستحـي = ليا جولها الخطاب فـوق النجايـب
وقولوا لبنت العـم ترحـل لاهلهـا = حرم عليها اليوم شـوف الحبايـب


(بنت العم يقصد بها زوجته) مات عزيز ودفنه ابو زيد مثل ما وصاه وصب الدلو اللي طلعه عزير على قبره

وقال ابو زيد فيه :

دفقت على قبر الهلالـي قربتـه = وخليتها تسق الرياض المجـادب
وحطيت على قبر الهلالي جوخته = وخليتها تـذرا عليهـا الهبايـب
وحطيت على قبر الهلالي فتخته = في ما قع يشوفها كـل صاحـب
وعقلت على قبر الهلالي بكرتـه = وخليتها تعتب حـوالا النصايـب


أستمر الجفاف ثمان سنوات وبني هلال يشدون من مكان وينزلون في مكان يدورون الماء ويحفرون حتى في روس الجبال وكل مكان يشدون منه يدفنون فيه من موتاهم من العطش ولهم اثار كثيره في نجد والجنوب ومازالت ابارهم موجوده في كثير من مناطق المملكه وهذا من اكبر الادله على انه كان لهم وجود حقيقي وان القصص والكلام عنهم ليس من الاساطير ولكن استغلت شخصياتهم في كثيرمن القصص

ومن ما قيل بسبب الجفاف ما قاله الامير حسن بن سرحان:

ثمان سنين ما هوا نجـد قطـره = ولا زلزل الرعد الرزين وزار
ولاهبت الغرى ولاهبة الصبـا = ولا طار من اشعاف البكار غبار
حفرت فالبيـدا ثمانيـن قامـه = ودورت انا الجم الغزير وغـار
يانجد وان طاح الحيا فازعجيلنا = وشبي لنا براس المقوزي نـار
لك الله صبيان النشاما تغيـروا = بنابٍ ضحوكٍ يعجـب الخطـار


بعد ثمان سنوات من الجفاف ضاعت الحيله عليهم ما فيه أي شئ لرعي حلالهم ولا فيه أي شي يشربون منه قال الامير حسن لابو زيد نبيك تروح تعس ديار تونس وتجيب الاخبار منها لانهم سمعوا ان فيها خير وان ارضها مليئه الخضره والعشب وتشوف فيها حيا والا لا. وكان اختياره لانه يعرف ان ابو زيد اقدر الناس على السفر لتونس وكان السفر لها يستغرق ثلاثه اشهر حسب ما ذكر في قصائد ابو زيد وان شاء الله اذكره في الاجزاء الجايه لاني ما ابي اذكرها مقسمه ولا جاء موقفها اللي قال فيه القصيده

بعد محاولات واقناع وافق ابو زيد انه يروح بس اشترط انه يرسل معه عيال الامير حسن وهم يحيى ومرعي ويونس

اولا لانهم فرسان وثاني لانه يبي يشوف اذا الموضوع مهم عند الامير ولا يهم بمخاطرت ابو زيد فهو بيوافق يضحي بعياله ويخاطر بهم لان الطلب ماهو هين
وافق الامير على شرط ابوزيد وجهز عياله من كل شي يحتاجونه
وكان طريقهم مع الحره في الحجاز وذلك مذكور في قصيده ابوزيد
يقول فيها :

سرنا مع الحرات تسعين ليله = نقود الطوعات خلف الجهايم
توجه ابو زيد وعيال الامير لتونس وفي طريقهم مروا على عامر الخفاجي في العراق واللي ايدهم ووعدهم انه يوقف معهم اذا احتاجوه اوا احتاجوا منه شي وتوجهوا من عنده باتجاه تونس واللي كانت فيها قبله بني قابس
وصلوا لتونس وكان حاكمها يقال له خليفه الزناتي
اكرمهم الزناتي احسن اكرام مع انه ما كان مرتاح لهم لانه كان حالم له حلم مخوفه وشايفٍ فيه ان جايهم سحابه من الشرق وتمطر عيهم شوك
ويوم وصل ابو زيد واللي معه لديار بني قابس وعرف انهم جايين من ديار الشرق قال في نفسه أكيد ان لهم علاقه بحلمي وان شي بيصير لي منهم وقال ليه انا ما احبسهم لين اتحقق من صحة كلامهم وبعدين اقرر اطلق صراحهم
وامر بحبسهم والتحقيق معهم
سألوهم من اين انتم جايين ووين رايحين قالوا حنا من ديار عامر وراجعين من الحج ومر بنا الطريق على دياركم
بس الكلام ما كان مقنع ابد ولافيه شي من الصحه
ما صدقوهم وامروا بحبسهم
وبعد مده امر بنقلهم من السجن لقبوا في قصر الزناتي
لانه ما كان متطمن لهم ابد ومازال يحس ان لهم علاقه بالحلم
الزناتي كان له بنت واسمها سعدى وتلقب بالصفيرا وكانت كاهنه تخط على الرمل وتكهن
ومن ما شافته بالخط على الارض انهم بيغزون وبيجيهم ناس يذبحون ابوها وان اللي بيقتل ابوها واحد اسمه ذياب
جتهم سعدى وسالتهم وقالوا لها نفس الكلام انهم حجاج
ضحكت عليهم وقالت يالكذابين معي علمكم انكم ابو زيد ويحيى ومرعي ويونس عيال الامير حسن بن سرحان ما قدروا ينكرون واعترفوا لها
ويوم شافوا ان ما لهم مجال اعترفوا لها علها تساعدهم
وطلبوا منها انها تساعدهم وقالت اساعدكم بس بشرط انكم إذا غزيتوا علينا فيه واحد اسمه ذياب (ولد اخت ابو زيد) بيذبح ابوي إذا عاهدتوني انكم تزوجونيه اساعدكم قالوا ان ولد اخت ابو زيد صغير ولهوب فارس ولاعمره شارك في حرب لانه وقتها كان عمره صغير على خوض الحروب وما كان له أي فعل وكان ابوه خواف وسيرد قصيده قايلتها ام ذياب في ولدها تنصحه لا يسمع كلام ابوه وتامره انه يعصي ابوه ويروح للحرب قالت صاحب الاسم ذا بيدبح ابوي وتزوجونيه سواء كان ولد اخت ابو زيد او غيره
وافقوا على شرطها وقالت انا بروح لبوي وبقول انك عبد (تقصد ابو زيد لانه كان اصلع من لبس الدروع واسود من الشمس) وبقول لابوي ان سجن العبد عيب اترك الاحرار الثلاثه في السجن وفك العبد واكدت لهم انها بتساعدهم وعاهدتهم على ان ابو زيد ليطلع باي طريقه

وقالت لابو زيد اني اذا قدرت اطلعك لا تقول لاحد انك ابو زيد ثم ما يفكك ونبهتته من حيل ابوها وانه ما راح يفكه كذا لانها عارفه ان ابوه ما تطمن لهم ابد واذا اكتشفوا انك ما انت عبد انك برجع للسجن ويمكن اتورط معك
راحت لابوها وقالت له يفك العبد وحاولت انها تقنعه انه عبد وبعد محاولات اقنعته انه يفكه ويراقبه ويتاكد انه عبد

وافق المسكين ما عرف حيلة بنته عليه

بس ما وافق بفكه كذا لكنه امر اشجع فرسان بني قابس ويقال له العلام وقاله انه يراقب كل تحركاته لانه ناوي يسوي له حيله وامره انه اذا اكتشف ان العبد ما طلع عبد يقطع راسه على طول

ويوم راحت تفكه نبهتته وقالت له عن حيلة ابوها وانه مراقب

وكانت حيلة الزناتي انه قال حطوا العبد (يقصد ابوزيد) عند القدور وخلوه يطبخ وانت راقبه يالعلام وخلوا الخيل تعرض من قدامه والفرسان يلعبون ان شفت العبد طنش القدور وراح اهتمامه مع الخيل اعرف انه فارس واقطع راسه على طول ولا تناقشه

عرضت الخيل قدام ابو زيد ويوم شاف الخيل والفرسان نسي نفسه وانطنخ معها فارس وشاف الخيل والفرسان ولا له في شغلة القدور

جاه العلام وسأله قبل ما يقطع راسه من انت شاف ابوزيد انه تورط ولا له غير الاعتراف قال ابو زيد اقول وتعاهدني ما تذبحني قال العلام اعاهدك قال ان ابو زيد

طبعا العلام مضى منه عهد انه ما يذبحه ولا يقدر يخليه في الديار ويسال ليه ما ذبحته
قال العلام انا الليله بجهز لك مزهب وذلول تنحاش عليها بس تعاهدني انك اذا غزيتونا ما تذبحني ولا اذبحك ودي اشبع من الطراد ومن ذبح الفرسان من قومك وانت اذبح من قومي وانا اعاهدك ما اعترضك وعاهده ابو زيد على انه ما يذبح العلام .

يوم جا الليل ركب ابو زيد الذلول وتوجه لاهله ويقال انه اخذ ثلاثه اشهر من بعد المسافه لين وصل اهله .

يوم وصل ابوزيد لنجد وقابله الامير وشاف عياله مارجعوا وعرف انهم في سجن الزناتي صاح بقومه وامرهم انهم يشدون الرحال بحلالهم وحريمهم حتى ما يذكرون ان وراهم شي يرجعون له او يتحسفون عليه .

ورد احد شعرائهم يقول :

رحلنا ولا ابقينا بنجـدٍ حسوفـه = سوى عيلمٍ بيـن اللـوا وزرود
والفين ورد الما والفين صـدره = والفين مـا بيـن العـدام ورود
تراه بواد الشري ياجاهلن بهـا = عليها النواز النايفـات شهـود
ترد لها تسعين من جلـد بكـره = وتسعين مع تسعين جلد قعـود
لا زاد ورده زاد ميـاح جـمـه = عـدٍ ليـا حـرك تـراه يـزود
دفناه عن نـاسٍ تـولاه بعدنـا = شحـاحٍ ولا بالطايـلات تجـود
بذرنا عليه الجود لين امحلت به = سنين القسى ما لجلجن برعـود
ورحنا وعنه النفس ماهيب طايبه = عسانا ليا عاد السحـاب نعـود
عسانا نعود ونبتها يكسي الوطا = ومن عشب ترمسها عليه ورود
غربيها زيزا بها الريـم والمهـا = وشرقيهـا يـذرا عليـه نفـود
عسى إله الكون يسقي ترابهـا = وعليها بدهم الممطـرات يجـود
حيث انها تالد بها شمـخ الـذرا = ونصيهـا للصافنـات مــدود


رحلوا الهلاليه وطبعا معهم حلفائهم الزعابى ( قبلية زعب ) وما خلوا وراهم احد الا عليا مرة ابوزيد الهلالي لانهم قبل لا يرحلون كان فيه مشكله بين اهلها وبين بني هلال وكانت عند اهلها في نفس الوقت ورفضوا انها ترجع لبني هلال لين يجي ابوزيد ويحل المشكله ويوم جاهم ابوزيد بالاخبار وعرف ان عليا عند اهلها تركها على امل انه يرجع لها اذا خلص من مشكله الزناتي وجماعته .

مشت ركايب الهلاليه وخيلهم وكان ابوزيد يردد ابيات يقول فيها :

يقول ابو زيـد الهلالـي سلامـه = تجار نجد( ن) هالني كبر زومهـا
يقولون ذا ونقـول لا ثـم ننثنـي = لحاجاتنا ناطا الغلا من حكومهـا
عفا الله عني ليلـه بـت ساهـر= بجو السميراء بت اساهر نجومها
بـت لكنـي شــارب قرقفـيـه = امدفقه فيها الافاعـي سمومهـا
نفسي تمنيني علـى ذبـح خيـر = على غير حق اوهمه من اوهومها
وهو يذبح الكوما الى قلص القـرا = ولا قال يكفي درها عن لحومهـا
ولولاه مـا بتنـا بنجـد عشيـة = ولا وقفت زلباتنا فـي حزومهـا
وهو حسن الشده وحسـن الرخـا = وهو اميرنا في جميـع علومهـا
ولو العجوز العامريه مـا ارثـت = لنا حسـن كنـا جميـع نلومهـا


في طريقهم مروا على العراق وكان فيه حليف لهم يقال له عامر الخفاجي وكان امير قبيلته وكان له قصر معروف باسم الاخيضر نزلوا عند الخفاجي ماكتب لهم من ايام واكرمهم ويوم ننوا الرحيل الى تونس ما قدر الخفاجي يصبر يوم شاف الخيل والفرسان وشاف بنات بني هلال حب انه يشارك معهم ويكسب سمعه جهز نفسه ومن معه من ربعه ويوم نوا يمشي منعته امه ولا امتنع وقامت تلحقه وتلح عليه يجلس ما سمع كلامها
وقال فيه واحد من ربعه :

ولد الخفاجي راح وامه تـذوده = خذن قلبه بالمنـى والمواعيـد
يبغى يطلع مع هل الخير جوده = ورث لنا قصر الاخيضر وعربيد


( عربيد ) ثعبان ضخم كان يربيه الزناتي في قصره .

بعد ما اقتربوا بني هلال من تونس ارسلوا مرسولهم للزناتي يبلغه انهم وصلوا واذا ما فك المساجين وسمح لحلالهم يرعى في دياره انهم بيصبحونه دخل المرسول على الزناتي

قال الزناتي :

لا هلا فيكم ولا مرحبا بكـم = منين جيتوا يا ضراب الشعابه

قال الهلالي :

جينا نبا المرعى ونسكن عندكـم = والكل منا واقف ( ن ) دون واجبه

قال الزناتي :

ترى وعدكم طلعة الشمس باكـر = واللي يتردى يحسن الموس شاربه

رجع الهلالي لربعه وبلغهم ان الزناتي يتحدى ولا يبغى الصلح
جهزوا الهلاليه انفسهم وخيلهم وعدتهم وعزلوا له تسعين الف من فرسانهم وفي مقدمتهم الامير حسن بن سرحان وابو زيد الهلالي وخلوا بعض الفرسان عند الحلال والحريم والعبيد حمايه واذا احتاجوهم ارسلوا لهم .

هجموا على الزناتي وربعه واستمرت معاركهم شهر ما ردوا خبر للي وراهم من فرسان ولا بلغوا اهلهم عن كل اللي يصير معهم
بعد شهر قتل اكثر الفرسان من الطرفين وارسلوا الهلاليه مرسولهم يستنجد بباقي الفرسان وكان المرسول عبد من عبيد بني هلال واسمه سعد
اول ما وصل سعد لربعه استقبله ذياب بن غانم وكان صغير ما عمره شارك في معركه

قال ذياب :

ياسعد خبرني ولا تكـن مـا جـرا = عن الخيل والفرسان من جا خيارها
انشدك عن سابق بدير بـن وايـل = هي من طوال الخيل او من قصارها


قال سعد :

يا سيدي سابق بدير بن وايـل = ضربت بسيف هد عالي فقارها

يقصد انه قتل .

قال ذياب :

انشدك عن عيال الزعابى الثلاثه = هم عزوتي يا سيدي من خيارها

قال سعد :

يا سيدي كل الثلاثـه ذبحـوا = ما جيتك الا قد توافت عمارها

قال ذياب :

انشدك عن ولد الخفاجي عامر = عساه سالم من بلاوي اخطارها

قال سعد :

ثلاثين يوم( ن ) حام الترك عامر = ولك الله ما يعرف ليلها من نهارها
ومن ذبحته كل النسا زاد حزنهـن = يهلن على قبر الخفاجي عبارهـا


قال ذياب :

لا حلكـم لا بلكـم وابــل الحـيـا = يقطع نجوع ( ن ) ما ثنت دون جارها

زعل ذياب وضرب العبد بعقب الرمح وجهز نفسه للغزو مع باقي الفرسان وكان ابو ما له غيره وكان كبير سن وقعد يوصي ذياب ويقول له تجنب الزناتي والعلام وهو يوصيه سمعته ام ذياب وردت عليه بها الابيات :

لا تردي ابني يا هدانـي مقصـر = عساك عن بـرد الجنـان تغيـب
عساك يا ابني وان تداريت عنهـم = شلفاه تخطيهـم وفيـك تصيـب
تباعد عنا يا ذيـاب بـن غانـم = له حربة ( ن) تدع الوليد يشيـب
له حربة ( ن) ما ياقع الطل فوقها = عشاه مـن دم الرجـال غصيـب


واضاف احد الاخوان هذه المعلومه ولست متأكد منها وهي : العلام بعد ان شك من ابوزيد قال لابنته : ياخوفتي من ذالعبد يابنتي ‘‘ لونه ابوزيد المكّار .

فقالت :

يابوي لاتذبحون ضيوفكم = ياتيلكم وسط القبايل عار

قال :

ياخوفتي منذ العبـد يابنتـي = جنوبه من لبس الدروع كبار

فقالت :

يابوي ذا عبد على باب تاجر = جنوبه من مكل العصيد كبار

...إلى اخر الروايه وكان ابوزيد مسمي نفسه جلاّل... كما ان بني هلال قبل الدخول على الزناتي اختلفو على من يتكلم امام الزناتي حيث اعتذر ابوزيد بقوله ان الزناتي لاشافني اسود اخذها علي حجه،

وبعد اعتذار ذياب بقوله انا ينعقد لساني بعد خمسين محراف ولكن وقع الاختيار على ابوزيد وكان دون الزناتي باب لايدور الا بزند اربعين رجال ،

فتح ابوزيد الباب ودخلوا على الزناتي . وقال :

جينا نبي المرعى ونسكن عندكم = سلام منـا ياذيـاب المغاربـه
فقال الزناتي :

لاهوب لاهلا وهـوب مرحبـا = من وين جيتوا ياكلاب الشعايبه

فقال ابوزيد :

صيروا لنا حضر ٍ وحن بدوُ لكـم = نرعى سوى والعشب ساب سايبه

فقال الزناتي :

يالعبد يالخنزير يامخنز القفى = وشبك تكلم كن الاسود غايبه

فقال ابوزيد بعد ان غضب :

انا اكفيهم في هاذي وفـي مثلهـا = ولا جاء نهـار كاثـرات نشايبـه
غير الوعد من بينّا شـرق قابـس = ومن غاب منّا حسّن الموس شاربه


وكان الزناتي اذا جلس يربط راس الشنب كل واحد في فرس منّا ومنّا وبدت بعد ذلك كراهية ذياب لابوزيد... وقصص ابوزيد الهلالي وتغريبة بني هلال كثيرة وطويلة وأيضًا لها رواية متعددة مختلفة يمكنكم البحث عنها والحصول عليها...

Ayman silem
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع السيرة الهلالية والتراث العربى الاصيل .

جديد قسم : شخصيات من التراث

إرسال تعليق