-->
السلطان حسين كامل 
بن اسماعيل باشا  
بن إبراهيم باشا بن محمد علي


السلطان حسين كامل

الابن الثاني للخديوي إسماعيل، وأول من حمل لقب سلطان، عقب زوال السيادة العثمانية عن مصر عام 1914.
·       من مواليد 21 نوفمبر عام 1853 بالقاهرة.
·       عندما بلغ الثامنة من عمره أدخله والده المدرسة التي أنشأها بقصر المنيل لأنجاله، وأبناء أعيان مصر، وتعلم القراءة والكتابة ومبادئ بعض العلوم، واستمر في الدراسة حتى افتتحت المدارس الأميرية فنقل إليها، ثم أنتقل إلى المدرسة التي أنشأها والده بالقلعة، ثم مدرسة قصر رقم (3) بالإسكندرية.
·       سافر إلى باريس عام 1868، وأقام في بلاط نابليون الثالث إمبراطور فرنسا، وصديق والده، وتولى الجنرال فليرى Fleury معلم الفروسية لدى الإمبراطور نابليون الثالث تربيته، وكان يرافق الأمير حسين بفرنسا أساتذة ترك وعرب.
·       عاد لمصر عام 1869، أثناء افتتاح قناة السويس، وكان مرافقًا (ترجمانًا)  للإمبراطورة أوجيني قرينة نابليون الثالث في صعيد مصر.
·       عقب سفره إلى باريس لإتمام دراسته فيها، أرسل في مهمة دبلوماسية إلى فيكتور عمانوئيل ملك إيطاليا، وعاد إلى مصر عام 1870 عقب نشوب الحرب بين فرنسا وألمانيا.
·       تبوأ نصب مفتش عام أقاليم الوجهين البحري والقبلي عام 1872، واتخذ من مدينة طنطا مقرًا لديوانه، وأشـرف شخصيًا على سيـر حكام الأقاليـم، وعلى أحـوال الفلاحـين والزراع، حتى لقب "بأبي الفلاح" أو "أمير الجناينية".
·       عين ناظرًا لثلاثة دواوين هي: المعارف، والأوقاف، والأشغال العمومية، أثناء تولي والده الخديوي إسماعيل الحكم، وذلك في الفترة من (26 أغسطس 1872 إلى 14 أغسطس 1873)، تم تخلى عن منصب ناظري المعارف والأوقاف، واحتفظ بمنصب ناظر الأشغال العمومية حتى عام 1875.
·       نقل إلى نظارة الداخلية، واحتفظ بمنصب ناظر الأشغال، وتولى نظارةالجهادية، بالإضافة إلى منصب ناظر الأشغال.
·       في 2 مايو 1875 تولى نظارة البحرية، فضلاً عن نظارتي الحربية والأشغال. وفي عهده توسعت مصر جنوبًا حتى خط الاستواء، واستولت على بلاد هرر.
·       لما قامت الحرب بين الدولة العثمانية والصرب عام 1875، أرسلت نظارة الجهادية فرقًا من الجيوش لمساعدة الدولة العثمانية، وعندما قامت الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا بادرت نظارة الجهادية بإرسال فرقًا أخرى لمساعدة الدولة العثمانية، تحت رئاسة شقيق الأمير حسين كامل.
·       تولى نظارة المالية في 10 نوفمبر 1876، وترك نظارتي الأشغال والجهادية، وفي عام 1877 تولى نظارة الجهادية مع بقائه ناظرًا للمالية.
·       عقب عزل والده الخديوي إسماعيل عام 1879، رافقه في رحلته إلى إيطاليا، وأقام معه عدة سنوات، ولم يعد لمصر إلا بعد انتهاء الثورة العرابية عام 1882.
·       كلفه الخديوي توفيق لاستقبال كلاً من الملك إدوارد السابع، ولي عهد بريطانيا آنذاك، الذي حضر لمصر عام 1889، والقيصر نيقولا الثاني الذي حضر لمصر عام 1890 (كان وليًا لعهد روسيا آنذاك).
·       تولى رئاسة مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية (1909-1910)، وفي عهده أصبحت جلسات مجلس شورى القوانين علنية، وكانت قبل ذلك سرية، لا يحضرها الجمهور أو رجال الصحافة، كما أصبح من حق النظار حضور جلسات مجلس شورى القوانين واستشارته في لوائح التعليم وقوانينه، كما ظفر المجلس بحق استجواب النظار، وترتب على هذه التطورات صدور قانون مجالس المديريات عام 1909.
·       عرضت أثناء توليه رئاسة الجمعية العمومية مسألة مد امتياز قناة السويس واشتراك مصر في أرباحها، بعد حملة عنيفة قادها الحزب الوطني برئاسة محمد فريد وطالب فيها الحكومة بضرورة عرض المشروع عليها للأخذ برأيها فيه.
·       وكان الخديوي عباس حلمي الثاني مؤيدًا لمد الامتياز في ظل سياسة الوفاق بينه وبين المعتمد البريطاني جورست، لذلك فقد أيد الأمير حسين كامل مشروع مد هذا الامتياز، مما أدى إلى قيام معارضة عنيفة ضده في الجمعية العمومية، ووسط هذا الخلاف اغتيل بطرس باشا غالى رئيس مجلس النظار نتيجة موافقته على المشروع.
·       استقال الأمير حسين كامل من رئاسة مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية بسبب تلقيه تهديدات من مجهولين باغتياله، والمعارضة العنيفة لمد الامتياز من جانب أعضاء الجمعية العمومية.
·       تولى عرش مصر في 19 ديسمبر 1914، بعد خلع الخديوي عباس حلمي الثاني -ابن أخيه- إثر إعلان الحماية البريطانية على مصر إذ كانت بريطانيا تدرك تعاطف عباس حلمي مع الدولةالعثمانية، وتأييده للوطنيين في مصر.
·       تولى السلطان حسين كامل الحكم بناءً على تبليغ من السير ملن شيتهام القائم بأعمال المعتمد البريطاني في مصر، فهو من الوجهة المصرية لا يمثل سيادة مصر، بل يمثل سيادة الدولة الحامية، مما يعد امتهانًا لكرامة الأمة واستقلالها الوطني.
·       أخطر السلطان حسين كامل شيتهام خطورة إمكانية إعلان الحماية، لما يترتب عليها من تأجيج الشعور الوطني، واندلاع أعمال العنف، وتحفظ في قبول المنصب، إلا إذا منحت إنجلترا مصر استقلالاً ذاتيًا، بعد فصلها عن الدولة العثمانية، وقد قررت إنجلترا إرجاء الحماية مؤقتًا، وفرضت الأحكام العرفية، لمواجهة أعمال العنف المتوقعة.
·       ومع الإصرار البريطاني قبل حسين كامل المنصب حرصًا على بقاء أسرة محمد علي في الحكم، خاصة بعد أن فكرت بريطانيا ضم مصر إلى مستعمراتها، فهو لم يظفر من بريطانيا بوعود سوى استمرار لقب السلطان بصورة وراثية في أسرة محمد علي، على أن يعقب ذلك وضع نظام لتوارث العرش.
حكم الإنجليز البلاد مباشرة، وسخروا اقتصاد مصر وإنتاجها لصالح المجهود الحربي البريطاني، مما كان له انعكاساته على المصريين. وألغيت وزارة الخارجية المصرية،
وكان الاتصال بالدول الأجنبية يتم عن طريق المعتمد البريطاني، وظل الأمر هكذا من عام 1914 حتى أعيدت الوزارة في مارس 1922.
·       كان معاديًا للحزب الوطني، وقد احتجبت جريدة "الشعب" لسان حالها، وكان يرأسها أمين الرافعي ابتداءً من 27 نوفمبر 1914، حتى لا تنشر على صدر صفحاتها إعلان الحماية والبلاغات البريطانية، وكانت هذه الصحيفة أوسع الصحف انتشارًا، ولذلك كان أول عمل للسلطة العرفية في البلاد اضطهاد رجال الحزب الوطني وزجهم في السجون، ونفي بعضهم إلى مالطة وأوروبا.
·       صرح السلطان حسين كامل لبعض الصحف، أن مصر غير قادرة على ممارسة الحكم الدستوري الحقيقي، وإن ذلك يقتضى زمنًا طويلاً لتطبيقه. مما حدا بصحف الحزب الوطني إلى شن حملة عنيفة ضده.
·       اعتدى عليه مرتين الأولى بالقاهرة في يوم 8 إبريل 1915، إذ أطلق عليه عيارًا ناريًا، ولكن لم يصبه، والمرة الثانية في 9 يوليه من العام نفسه (1915) بالإسكندرية، إذ ألقيت عليه قنبلة ولكنها لم تنفجر.
·       أدرك الجرم الذي ارتكبه في حق شعبه، بقبوله تولية العرش تحت الحماية البريطانية، لذلك بدأ يصرح علنياً بأنه ضد السياسة البريطانية في مصر ، ولذلك وقع الجفاء بينه وبين السير هنري مكماهون المندوب السامي البريطاني، مما حدا بالحكومة البريطانية إلى استبداله بمندوب آخر في نوفمبر عام 1916، وظل السلطان حسين يحنق على السياسة البريطانية والموظفين البريطانيين حتى نهاية حكمه.
حريمه وأبناؤه
·       اقترن الأمير حسين كامل بزوجتين:
·       الأولى: الأميرة عين الحياة أحمد (ابنة عمه) فهي كريمة أحمد رفعت شقيق الخديوي إسماعيل، وقد اقترن بها وهو مازال أميرًا في 15 يناير 1873، ثم طلقها عام 1885، وأنجب منها الأمير كمال الدين (ديسمبر 1874)، والأميرة كاظمة (1876-1921)، والأميرة كاملة (1877-1895)، والأمير أحمد كاظم (21 إبريل 1879).
·       أما الزوجة الثانية: فهي السلطانة ملك جشم آفت ورزق منها: الأميرة قدرية (10 يناير 1888)، الأميرة سميحة (يوليه 1889)، الأميرة بديعة (1894-1913).
من أهم الأعمال التي قام بها أثناء توليه نظارة الأشغال:
·       أنشأ ترعة الإبراهيمية التي استمر العمل فيها ست سنوات، وروت مديريات أسيوط والمنيا وبني سويف.
·       أنشأ ترعة الإسماعيلية التي كانت تكفل الري لمدينتي الإسماعيلية وبور سعيد، فبعثت الحياة فيهما.
أنقذ البلاد من طغيان فيضان النيل (1874-1875)، باتخاذ كافة الاحتياطات لتأمين الجسور وتقويتها، لاسيما حول مدينة القاهرة، التي كانت معرضة للغرق، وأقام في قصره
·       أول من أنشأ المعارض الزراعية في مصر، حيث أقيم المعرض الأول للزهور في حديقة الأزبكية بالقاهرة، وحديقة طوسون بالإسكندرية عام 1896، ثم وسع نطاقه حتى شمل المحاصيل الزراعية، وأضاف إليه (المواشي، والدواب، والطيور) وذلك بمعرض عام 1898، وكان مقره بالزمالك، فصار معرضًا زراعيًا عامًا، واستطاع الأمير بناء مكان خاص به في الأراضي المحيطة به في الجزيرة، لذلك جاء معرض عام 1900 أكثر تنوعًا، فشمل الحاصلات الزراعية بمختلف أنواعها، والمواشي، والآلات الزراعية المختلفة، وأضيفت إليه المصنوعات الوطنية التي تتعلق بالزراعة، فصار معرضًا زراعيًا صناعيًا.
·       شهد عام 1902 إقامة معرض بطنطا وآخر ببني سويف، وأنشئ في نفس العام قسمًا خاصًا بسراي المعرض بالقاهرة لعرض منتجات القطن المصري، وفي عام 1905، قرر الأمير تخصيص قسم لعرض المصنوعات المصرية في معرض مدينتي المنصورة وطنطا، على سبيل التجربة، وعندما نجحت التجربة قرر عرض المصنوعات المصرية بمعرض القاهرة منذ عام 1906.
·       أضاف الأمير إلى معرض عام 1907 المصنوعات الذهبية والفضية والنحاسية، إلى جانب صناعة الأقمشة والأثاث. وحمل معرض عام 1908 الذي تشكل برئاسة الأمير اسم المعرض الزراعي والصناعي. واتسع نطاق معرض عام 1909، فاشتمل على المصنوعات الخشبية والجلدية، واتسع نطاق معروضاته الزراعية والصناعية عام 1912.
الأمير حسين كامل والجمعية الزراعية بالقاهرة
·       تأسست الجمعية الزراعية عام 1898 -ومنها تولدت فيما بعد فكرة وزارة الزراعة التي تأسست عام 1913- وتولى الأمير حسين كامل رئاستها (1898-1915). وكانت تهدف إلى مد الفلاحين بما يحتاجون إليه من بذور وأسمدة، وإرشادهم إلى طرق الزراعة الصحيحة.
·       قامت هذه الجمعية بإجراء تجارب كثيفة على المزروعات بهدف الوصول إلى أقصى إنتاجية ممكنة للفدان، وتحسين الآلات الزراعية، كما أنها عملت على تحسين سلالات الماشية، ومكافحة الآفات والحشرات الضارة بالزراعة.
·       تبنى الأمير حسين كامل الدعوى إلى نشر النقابات الزراعية، وصناديق التعاون الزراعي، ولذلك قام بتعضيد رائد التعاون في مصر عمر لطفي المحامي، واستقدم خبيرًا فرنسيًا في هذا المجال، وطلب من الحكومة ضرورة إيجاد تشريع للنقابات، وتشريع للتعاون.
·       ترأس لجنة في إبريل 1918 لبحث أسباب تدهور محصول القطن، والعمل على زيادة إنتاجه، كما ترأس لجنة عام 1910 لهذا الغرض، ثم ترأس عام 1913 لجنة أخرى لبحث الخسائر الناجمة عن دودة القطن وأثرها على إنتاجية المحصول، وأشار الأمير في مذكرة له للحكومة المصرية بضرورة زراعة القطن كل سنتين، وضرورة تحديد موعدًا خاصًا لزراعته في كل أقاليم الوجهين البحري والقبلي.
       زار إيطاليا وبلجيكا وفرنسا، واهتم بإنشاء النقابات الزراعية، التي يتعاون فيها صغار المزارعين، وتقدم لهم يد العون في شئون زراعتهم، ولم تهتم الحكومة بتنفيذ مقترحاته بسبب خشيتها من قيام النقابات بالتدخل في الأمور السياسية.
أدركته المنية في 9 من أكتوبر عام 1917.



Ayman silem
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع السيرة الهلالية والتراث العربى الاصيل .

جديد قسم : شخصيات من التراث

إرسال تعليق