-->

قصة ابو زيد الهلالي - الجزء الثامن - قصة أسر دياب

قصة ابو زيد الهلالي 
الجزء الثامن
  قصة أسر دياب 


( قال الراوي ):

فأخبرونا أنك قتلته وملكت بلاده ففرحنا لأنك قتلت هذا الملعون الخيبري، ونحن أتينا إليك ومالنا ونوالنا وكل ما تحت يدنا فهو لك وهذه البدل منا هدية إليك. ففرح بهم فرحا شديدا ثم التفت إلى التاجر الثاني وسأله ما اسمك؟ قال منذر ثم التلفت إلى التاجر الثالث فسأله ما اسمك؟ فأجابه نطون العقيلي، فقال لهم ان كان متارجكم تعوز مائة جمل أعطيها لكم ولكن ان كان مرادكم أكون لكم حمى من المضرين أخفركم إلى أرض تونس الغرب، فاحلفوا بالله العظيم لاتخونوني، فحلوا له أنهم لا يخونوه أبدا فقال لهم سيروا بنا إلى المركب حتى أنظر متارجكم وأرى الحمولة إلى كم جمل تحتاج حتى أرسل لكم مع عبيدي، فدخلوا معه بالخداع قالوا أنت تريد أن يشعر الناس بنا ونحن نريد أن لايضطلع على سرنا إلا الله وأنت لإن العرب متى رأوا متاجرنا يطمعون بنا، فيقع الخلاف بيننا وبينهم وينشب القتال، فنكون نحن السبب في هذا الشر والكدر، فلما سمع منهم هذا الكلام قال سيروا وأنا أسيرمعكم وحدي حتى أنظر ما ذكرتموه لي، فركبوا خيولهم وساروا ليلا خوفا من أن ينظرهم أحد فتظهر حيلهم، وبينما هم سائرون وإذا بالأمير عمار أخو الأمير حسن التقى بهم فلم يعرف منهم سوى الأمير دياب فقال يا ابن عم غانم إلى أين سائر مع هؤلاء القوم؟ فأجابه هؤلاء ضيوفي ومرادي أوصلهم خوفا عليهم من السفهاء، فقال أتريد أن أذهب معك؟ فأجابه إذهب في حالك، فسار الأمير عمار إلى منزله وأما الأمير دياب فإنه سار مع أصحابه من العشاء إلى ثاني يوم الظهر حتى أشرفوا على البحر المالح، فسمع دياب صوت دوي الماء فدخل عليه الوهم وقال في باله والله أعلم أن هؤلاء الثلاثة خائنون، لأن أعينهم ملأى بالغدر، فأراد أن يرجع من وقته ولكن المقدر لابد من نفاذه، ولما رأوه قد تغير وفي سيره تأخر قالوا أما تنزل معنا في البحر؟ فأجابهم إن نزولي معكم في البحر ليس ضروريا وان كان كلامكم صحيحا انزلوا وهاتوا ما قلتم لي عليه، ثم نزل عن الشهبا ومسك مقودها بيده اليسار والسيف بيده اليمين، ووقف ينتظر فتركوه ونزلوا إلى البحر، حتى أتوا إلى الغلبون وجابوا له خيمة من الحرير وكللة بالدرر والجواهر والياقوت والمرجان والزمرد فلما رأى دياب تلك الخيمة وفشرها الذي يدهش البصر، تعجب غاية العجب وظن كلامهم صحيحا ودخل معهم إلى الخيمة وجلسوا يتحادثون وأتوا بالمأكل والمشرب فبنجوه، وفي الحال جابوا السلاسل، قيدوه ونزلوا إلى المركب ورفعوا المراسي وأقلعوا، ثم أعطوه ضد البنج، ففاق فوجد حاله مقيدا بالسلاسل، والتفت يمينا وشمالا فرأى الجماعة وقد كانوا في ملابس بيض صاروا في برانيط سود، فعرف أن الحيلة تمت عليه، فتنهد وأنشد يقول:
يقول الفتى الزغبي دياب بن غانم
بكيت على حالي وأنا مأسور

بكيت على جاهي وعزي وهيبتي
وأنا فوق تختي جالسا مسرور

ومن بعد عزي وارتفاعي وشمختي
بقيت مقيد بينكم مأسور

وخنتموني لا عمر الله دياركم
وبقتون في وأصبحت مقهور

يا رب يا رحمن يا سامع الدعاء
يا من تسبح له شجر وطيور

يجيني أبو زيد الهلالي سلامة
يخلصني من كل هلاك وشرور

مقال الفتى الزغبي دياب الغانم
دهتني الليالي والزمان غدور


فلما فرغ دياب من كلامه، ندم على ما فعله، ثم قالوا لابد من قتلك، فلما وصلوا إلى جزيرة قبرص أدخلوه على الملك هراس، ففرح الملك الفرح العظيم وألقاه تحت الغذاب الأليم، هذا ما كان من دياب وما جرى له من الأحوال والعذاب، وأما ما كان من بني هلال فإنهم كانوا في فرح ومسرات والهدايا تأتيهم من جميع الجهات، فبينما هم في بسط وانشراح إلا والخضرا قادمة مثل هبوب الرياح وهي كئيبة حزينة على فقد خيالها الأمير دياب، فأول ما نظرتها بنته وطفا، طار الشرر من عينيها فصاحت وولولت، فتراكض جميع الفرسان والأبطال على صياحها وصار ضجة عظيمة ما صار مثلها في سالف الزمان، أما الأمير حسن فإنه قال لأبي زيد أن دياب صار له مدة ما حضر معنا وأظن أنه مغتاظ منا لأننا ما خليناه ينهب حلب، فقال له أبو زيد قم نزوره لأن دياب لو ما حصل له شئ ما كان طول علينا هذه الغيبة، فمن ساعتهم ركبوا على ظهور خيولهم ومعهم القاضي بدير وساروا نحو منازل دياب، فسمعوا البكاء والنواح، ولما رأوهم تقدم غانم أبو دياب باكي العين زائد الإنتحاب.

فلما سمع الحاضرون كلامه حزنوا على فقد دياب واستعظموا ذلك المصاب، ثم التفت الأمير حسن إلى أبي زيد وقال له حطت عندك الحكاية وما أحد يقضيها غيرك، فالتفت أبو زيد إلى عبده أبي القمصان وقال له هات لنا الرمل فأحضر الرمل وأعطاه إلى أبي زيد فأخذه ورسم الأشكال، فبان له أشكال النحوس على دياب وعرف الغريم، فبكى أبو زيد وبكى كل من كان حاضرا، فقال له حسن لماذا يا أبا زيد بكيت وبكيتنا معك؟ فأخبرهم أن دياب في قبرص عند الملك هراس، يقاسي أنواع العذاب، فلما سمعوا هذا الكلام صاح الجميع عن فرد لسان، مالنا سواك يا أبا شيبان، لأنك مفرج الهم فقال لهم سمعا وطاعة، وتجهز للسفر وودع الأمراء والسادات وركب الحصان وصار يقطع البراري والفلوات ومازال سائرا إلى قبرص إلى أن وصل إلى باب المدينة، فرأى الهراس طالعا بجماعته إلى الصيد والقنص، فعرف أبو زيد أنه الملك، فتقدم إليه بقلب أقوى من الصوان وسلم عليه بأفصح لسان، وسحب المبخرة وحط بخورا فعقد الدخان وقال له هذا البخور من دير الجيروان، وأخرج ثلاث شمعات وقال له خذ هذه الشمعات فهي من دير البنات ودير الحميرة المباركات، فقال الهراس وقعت يا أبا زيد وكيف وصلت وأنا مربط عليك الطرق؟ فقال سلامة لا تقل هذا الكلام يا ملك الزمان، أنا خدام الملك مثقال ولي مائتا سائح، ما تركت ديرا ولا صومعة وأنك انتصرت على دياب وأسرته لأنه قتل بدريس.

فقال الهراس يا راهب أما دياب فقد مسكناه وفي الحديد رميناه، ولكن بحياتي عليك أنت بعثك مثقال، فقال أبو زيد أي وحق الإله المتعال، فعندها أخبره الهراس كيف عمل في دياب فقال أبو زيد بخ بخ لك على هذه الحيلة التي يعجز عنها أعظم الرجال، ثم انهم دخلوا إلى الديوان وأمر لأبي زيد بالجلوس وبالطعام ثم بدأ أبو زيد حديثا للملك ما سمع مثله في طول عمره حتى ولا من العلماء والفلاسفة، فسر منه ونادى في أكابر ديوانه بأن يكون أبو زيد الكبير فيهم وقال لهم الذي يريد منكم أن يسأله شيئا فليتقدم، فعندها تقدم كبير الرهبان ويسمى أبو برناس.

وتكلم فتعجبوا من فصاحة لسانه، فما بقي عند الهراس أكبر منه وقال تمنى على ما تريد يا سلامة، قال له أريد أن تريني دياب حتى أشفي قلبي منه بالعذاب، فأمرهم بما طلب، فأخذوه إلى السجن، ولما رآه في هذا البلاء والعذاب، غاب عن الصواب، وتقدم إليه وضربه بكفه طير الشرر من عينيه فتألم دياب وصاح الله يقطع يمينك، فقال له أنت والله يقطع عمرك من هذا السجن، ثم خرج من عنده وعاد إلى الهراس وقال يا ملك الزمان هذا دياب ما بقى ينفع، فكه من الحديد ولبسه شيئا جديدا وطلعه إلى القصر، وأطعمه دجاجا وخبزا حتى يسمن ويعود يصلح للعذاب، فقال الهراس أطلعه فطالعوه وعمل فيه مثل ما قال الراهب سلامة وكان مراده أن يرد دياب إلى عافيته، لأنه قد انسل من شدة الجوع ولا عاد عنده قوة ولاحيل، قال واستقام أبو زيد عند الهراس فلا يغلبه أحد من الناس، فسمع به راهب من الرهبان وكان يسمى مغلوب ابن توما، فركب وأتى إلى عند الهراس، فلما وصل إلى المدينة، قامت الضجة وقالوا يا ملك أتى مغلوب بن توما، فركب الهراس ولاقاه وسلم عليه، فما رد سلامه، قال له: لماذا يا سيدي ما ترد السلام؟ قال كيف ارد سلامك وعدوك أبو زيد عندك وأتى لأجل خلاص دياب؟؟

فقال الهراس أنا لا آخذ أحدا ظلما وعدوانا، فقال مغلوب هذا يتكلم بالسبع لغات ويصبغ حاله سبع صبغات لأنه غضبة من الغضبات، وأخاف أن يقتلك ويخرب بلادك، فقال الهراس اذهب معي إلى الديوان شوفه، فساروا إلى الديوان ولما دخلوا التفت الهراس إلى الراهب سلامة وقال له أنت أبو زيد صاحب المكر والكيد ولأتيت تفك دياب من البلاء والعذاب وحضر من يعرفك وقد سحرتنا بمكرك، فقال سلامة من الذي حضر يعرفني؟ فقال الهراس: هو مغلوب عالم بلادنا، فبكى الراهب سلامة بكاءا شديدا وقال: ما دام كل من أتى إليك تسمع كلامه، أنا ما بقي لي عندك قعود وأشار إليه يقول:
قال الراهب سلامة يا ملك
اسمع كلامي وأنت فاهم هالسؤال

من عند مثقال أتيت لعندكم
ودرب قبرص والسهول والجبال

وجيت إلى عندك وقد أكرمتني
وأعطيتني كل المواهب والأموال

وعلى الجميع قد رقيتني
وجعلتني ياملك أحكم بالرجال

وكل من يسمع بفضلي يا ملك
يبقى بنيران الحسد في اشتعال

هات لي مغلوب يأتي بالعجل
ينظر لفعلي وناظره بين الرجال

وأنا ورائي ألف عابد سائحين
مأكولهم عشب الفلائم المزلال

وصائمين الدهر عن أكل الخبز
ما يعرفون الخيل أيضا والجمال


( قال الراوي ):
وهما في الكلام إلا والراهب مغلوب داخل عليهم، فقاموا له وسلم عليهم، فردوا عليه ثم التفت إلى من حوله وقال: هذا الراهب سلامة؟
قالوا: نعم. قال له من أين يا راهب؟
قال: من بيت المقدس.
قال: هذه أول كذبة وأنا لي أربعين عاما في بيت المقدس ما سمعت في راهب اسمه سلامة.
قال أبو زيد: أنا كنت سايح ف رؤوس الجبال.
قال له: قطعت يدك يا محتال ولكن إقرأ لنا الإنجيل. فقرأه.
فقال له: إقرأ لنا المزامير. فقرأها. فتعجبوا غاية العجب.
قالوا: المسلم لا يعرف كل ذلك.
قال لهم مغلوب: هذا يعرف السبع السن يقرأ فيها.
وتكلم أيضا فتعجبوا من فصاحة لسانه وعلمه وبيانه، وأما مغلوب فقال له الملك: لماذا لاترد جوابه وقد أرميت عليه مسائل ردها؟
قال: يا ملك هذا أبو زيد إن أردت أقتله وإن أردته أبقه.
فقال الهراس: ما تقول يا راهب سلامة؟

فقال: يا ملك قد أمسى المساء وأنا الليلة اجتمع بساداتي الذين ربوني من صغر سني، وما أظن أنهم ينسوني ومن هذا المشكل يخلصوني، وغدا أخبرك، وانفض الديوان، وتوجه أبو زيد واختلى بنفسه ثن أحضر الدهن والشمندل ودهن به جسمه حتى إذا لمس النار لا تؤذيه، وبات إلى الصباح وطلع الهراس وقال: كيف أنت يا سلامة؟ فبكى أبو زيد وقال: وحق الغمامة أتاني أربعون عابدا وكل واحد طول أربعة رجال وعمرهم ما تركوا الصلاة وهم في أقطار الأرض طائرين، ينظرون حال المساكين، فحكيت لهم عن مغلوب، فحلفوا أنهم لابد أن يحرقوه، وحكيت لهم عن فضلك، باركوا لك في طول عمرك وكل واحد أوهبك من عمره عاما، فقال الهراس: جزاك الله عني خيرا لأنه زاد عمري أربعين عاما وكيف قالوا لك أن تفعل؟ فأجاب: قالوا لي خلي الملك يوقد النار في الفرن، وتدخل الفرن أنت ومغلوب والذي يكون غلطان تحرقه النار.

قال الملك: ماذا تقول يا مغلوب؟ قال: دعه يدخل النار قبلي.

فقال سلامة: نعم أدخل قبلك. وأمره أن يوقد الفرن، فأوقده حتى صار جمرا ودخل أبو زيد الفرن بعدما تلا إسم الله الأعظم، فعادت النار باردة بإذن الله، فنظر الهراس بعد ساعة، وجده جالسا كأنه في روضة خضرة، فقال: أدخلوا مغلوبا، فقدموه فصرخ صوتا من صميم فؤاده، فمد يده أبو زيد وشده حتى صار داخل الفرن، فاحترق، أما أبو زيد فقد خرج سالما فصاروا يتباركون به واعتقدوا فيه العبادة والولاية، وصارت تحبه النذورة ثم طلب من الملك أن يجمعوا الأسرى من جميع البلاد في مكان واحد، فجمع الأسرى من جميع البلاد وإذا هم إثنا عشر ألف أسير، فوضعوهم في مكان حصين، فأخذ أبو زيد شمعة ودخل عليهم وكان بينهم رجل اسمه عمر، فلما شاف سلامة، قال: آه يا ملعون على ما أكون مطلوق السواعد، فتقدم إليه وأطلقه، وقال له: دونك وما أنت الطالب، فاستعد وانطبق على أبي زيد فالتقاه كالأسد ومد يده من وسطه ورفعه إلى رأسه وخبطه بالأرض، وقال كيف رأيت نفسك؟

فقال: أرجو عفوك أيها السيد. فقال: عليك الأمان أنت ودياب وجميع المسجونين. ففرحوا جميعا ودعوا له بالتوفيق ثم أخذهم إلى محل السلاح، فأخذوا ما يحتاجون ثم أرسل عمر مع ألفين من الشباب وربطوا الطريق و الأبواب وفرق الباقي في جميع أنحاء البلدة، وأخذ معه ديابا وألف فارس وسار بهم نحو السرايا، ودق الباب فرد عليه الحارس فقال أبو زيد: أنا الراهب سلامة. ففتح ودخل الأمير أبو زيد وضربه بالسيف، قطعه نصفين، ثم دخلوا على الهراس وجدوه نائما، فرفسه أبو زيد برجله، ففاق وفتح عيونه فقال: من أنتم؟ قال أبو زيد: أنا الراهب سلامة. فتقدم دياب وضربه على هامه رمى رأسه قدامه ثم تفرقوا في الأسواق والأزقة، فقتلوا إثني عشر ألفا وباقي الناس طلبوا الأمان، فعفوا عنهم، فطلع المنادي ينادي في الأمان وجلس أبو زيد في الديوان وأتى عنده الأكابر والأعيان وكان بين أبي زيد ونوفل إشارة كانت مراكبه دائما في البحر، فرفع أبو زيد الإشارة فتقدم نوفل بمراكبه حالا، وصهد إلى البر، فأخذه أبو زيد إلى الديوان وقال لهم: قد وليت أرقل حاكما عليكم، ولاأحد منكم يخالف له أمرا، ودخلوا إلى دار الهراس وجدوا المال الذي فيه لا يعد ولا يحصى فأخذوه إلى المراكب وودعوا نوفل وسافروا، فلما وصلوا إلى دير اللاذقية أرسل أبو زيد يبشر الأمير حسن وبني هلال بقدومهم فقامت عندهم الفرحات وعلت الصيحات وركبت الأربع كرات والأمراء والسادات وساروا حتى التقوا فسلموا على بعضهم سلام الأحباب، فهنؤوهم بالسلامة ثم حملوا الأحمال وساروا في عراضة، قدام الأمير أبي زيد، فلما وصلوا إلى الخيام، استقبلتهم النساء والبنات والنوبات وهنؤوا الأمير دياب بخلاصه من الأسر، وشكروا الأمير أبا زيد على حميد أفعاله وصرفوا ذلك النهار، بالفرح والسرور وعمل المير حسن وليمة عظيمة لها قدر وقيمة، وما زالوا على تلك الحال وهم في أرغد عيش وأنعم بال مدة عشرة أيام، ثم ركب السادات ظهور الخيول واعتقلوا بالرماح والنصول، وركبت النساء والبنات في الهوادج والعماريات وجدوا في قطع البراري والفلوات طالبين أرض عنتاب، فوصلوا إليها بعد أيام فنصبوا المضارب والخيام ورفعوا الرايات والأعلام.




انتظرونا فى الجزء التاسع
مع  قصة أبي بشارة العطار
Ayman silem
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع السيرة الهلالية والتراث العربى الاصيل .

جديد قسم : شخصيات من التراث

إرسال تعليق